وإن المتأمل في سيرة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ليجد أنهم مارسوا العمل وهم أفضل الخلق وأصفياء الخالق، وهذا يدل على شرف العمل، وأهميته في حياة الإنسان، فهم بجانب المهمة الشاقة التي كلِّفوا بها؛ نجد أنهم لا ينتظرون إحساناً أو معروفاً من أحد، فالله سبحانه وتعالى أمرهم بأن يعملوا وفق السنة الإلهية في الكون، على أن يقوموا بأنفسهم في تحصيل رزقهم ومعاشهم، "وقد بين الله تعالى عن نبيه داود عليه السلام أنه كان يصنع الدروع ، وكان أيضاً يصنع الخوص ، وكان يأكل من عمل يده ، وكان آدم حراثاً ، ونوح نجاراً ، ولقمان خياطاً ، وطالوت دباغاً ، وقيل سقاءً ، فالصنعة يكف بها الإنسان نفسه عن الناس ، ويدفع بها عن نفسه الضرر والبأس "( ).